한국문학번역원 로고

KLWAVE로고

Sign in New account

TOP

Party Wave's

اﻟﻛﺗﺎب اﻷﺑﯾض scrap 1 download

by Imane Bouhnika

الكتاب الأبيض

  • Author

    Han Kang 한강

  • Publisher

  • Language

    Arabic اللغة العربية

  • Date

    2023-10-18

  • ISBN

About Reviewer 리뷰어 소개

20231016104412344149.jpg

Imane Bouhnika

إيمان بوحنيكة

Algerian Doctor and Korean culture enthusiast, love reading books since I was young,
Party Wave Surfer 2023,
Koreanet Honorary Reporter since 2020, K-friend.
https://www.facebook.com/profile.php?id=100008259487406&mibextid=ZbWKwL

الأبيض لا يلبث أن يتدنَّس، يختفي أو يزول، ربماأرادت الكاتبة هان كانغ أن تستجمع كل ماهو أبيض مر عليها في حياتها كمحاولة يائسةلجعلها خالدة.


  الشخصيات: الأم التي فقدت اثنين من رضعها الخُدج (ولادة مبكرة)، الكاتبة هان كنغ التيتعيش حياة لاثنين، الأب الذي كان مدرسا وتولى دفن رضيعته بنفسه، الأخت الكبرى التيعاشت لساعتين، الأخ الرضيع الثاني الذي يسنح له فرصة العيش و الأخ الصغير الذييحضر لزواجه.

 ملخص:

رواية الكتابالأبيض من تأليف الكاتبة الكورية هان كانغ، عمل فلسفي عميق يسترسل بذكر الأشياءالبيضاء للتعبير عن الألم، التعزية، الفراق والحياة.

 استلهمت المؤلفة هان الكتاب من تجربة أمهابفقدانها صبيتها الأولى بعد الولادة مباشرة، فلم تلبث رضيعتها الخديج ساعتين حتىلفظت أنفاسها. وتسترجع الكاتبة هذه القصص الكئيبة بينما تعيش الآن في مدينة تحومفيها ذكريات الماضي الأليم للحرب، مدينة مازلت ترثى موتاها لحد الساعة ويطيلونحدادهم إلى أطول فترة ممكنة. تجد الكاتبة نفسها تتسائل ما إذا كانت قد أخذت الوقتالكافي لتعزي نفسها بل هل فعل أي شخص من أهلها ووطنها ذلك من قبل، لتدرك أن بلدهابالفعل لم يرثى موتاه بالشكل اللازم.

نلاحظ أن هانكانغ قسمت روايتها على ثلاث أجزاء، جزء أول مخصص لنفسها لحاضرها وذكرياتها، قدومهالمدينة الجديدة وألم ماضيها، بينما الجزء الثاني بعنوان "هِيَ" وهو أكبر جزء في الرواية، فخصصته الكاتبةلاسترسال عنان مخيلتها في التفكير بيوميات أختها الكبرى إن عاشت هي بدلاً منها.فحسب رأي الكاتبة لو أن تلك الرضيعة التي لها "وجه أبيض مثل كعكة الأرز على شكل هلال"، عاشت ماكانتلتولد هي، لو نجحت ولادة أمها الأولى والثانية ما كانت لتُفكر بالإنجاب بعدها، فتقول"حياتي تعني أن حياتك مستحيلة".

 أما الجزء الأخير "كل البياض" فتنتقل فيه الكاتبة هان من التمني لو أنالأمور حدثت بشكل مختلف لكان الآن لها "ونِّي" 언니 ترعاها، ثم بعدهاتخصص الكاتبة فقرات لحاضرها، نوم ابنها وزواج أخيها ثم تعود إلى رثاء أختها في كلالعناصر البيضاء.

تحتوي الروايةعلى صور فوتوغرافية بالأبيض والأسود، لامرأة تتفاعل مع عناصر بيضاء مختلفة معخلفية رمادية باهتة اللون.

  

الأبيض: هل هو رمز للحياة أمٍ الموت؟

 تقودناالكاتبة هان في رحلة عبر روايتها، نقفز من سحابة إلى أخرى، سحابات بيضاء مختلفةالأشكال والألوان فواحدة كئيبة مُثْقَلة بالأفكار والذكريات لونها مائل إلىالرمادي، تنتقل بعدها لغيمة صغيرة تكاد تكون شفافة ثم واحدة ناعمة بيضاء كالثلج،تتبعها سحابة شديدة السواد والكآبة تظن أنها ستمطر في أي حين. هكذا أحببت أن أصفانتقال هان كانغ بين الفقرات الشعرية المختلفة في الحجم وشدة الكآبة. فماذا فعلتالكاتبة لتجد عزائها بين كل هاته السحب؟

 

عزائها فياللون الأبيض، ففي الجزء الأول"أنا" تستعمل الكاتبة ضمير المتكلم أنا، ولدت كأول طفل استطاعالاستمرار بالعيش لوالدين عاشا بذكريات فقدان طفلين متتالٍيَين ولدوا مبكّراليلفظوا أنفاسهم بعد بضع دقائق إلى ساعَتين. تربَّت بفكرة أنها لم تكن لتوجد هيوأخوها الأصغر لو عاش إخوتها الرضع الذي فقدتهم والدتها في حملها الأوَّل و الثاني"حياتي تعني أن حياتكمستحيلة"، في نظرها لا يستطيعون التواجد معا. أختها الكبرى الرضيعة لمتعرف مذاق الحليب، ولم تكن الخلايا المخروطية الحساسة للضوء بعينيها ناضجة بما فيهالكفاية لتُميَّز الألوان أو وجه أمها، عاشت ساعتين ولم تعرف إلا اتجاه الضوءوكلمات "لاتموتي، من أجل الرب لاتموتي" تمتمتها أمها كمحاولة يائسة لبثالحياة.

 

 انتقلت الكاتبة للعيش في مدينة تتداخل هوية تلكالشوارع وتتشابك مع ماضيها الأليم الكئيب، تحاول طلاء الباب الملطخ ببقع داكنة،قذارة وصدأ لكن مايلبث أن تتداخل ألوانه من جديد.

 تجد الراوية نفسها تسأل: "هل يمكنني أن أمنح أختي هذهالحياة" ولماذا وجدت رثائها في الأشياء البيضاء؟

سألت نفسي هذاالسؤال عندما أكملت قراءة الجزء الأول "أنا"، وضعت الروائية قائمةبالعناصر البيضاء فقالت "كتبت عن فيض المشاعر التي أثارها كل عنصربداخلي"، فلجأت للون الأبيض للاختباء من كل ما هو مدنس، للاختفاء في عالمتستطيع فيه أن تعيش كروح أخرى. فكان أول شيء فعلته بعدما استأجرت شقة في المدينةالشاحبة وإفراغ حقائبها، طلاء الباب بالأبيض للاختفاء في النقاء، وتهب حياتهالأختها ذات الوجه الأبيض كعكة الأرز.

 

"لكن ما هو أبيض قد يدنَّس"، كل ما لونه أبيض مصيرهالزوال، الضباب الأبيض يتلاشى بعد فترة، مكعب السكر يذوب في الماء كما يذوب الجليدمع الحرارة، الموج الأبيض ترى ثورته "ثمفي النهاية ترى انحساره وفناءه"، أجنحة الفراشة البيضاء تلاشى لونهاالأبيض بعد فترة، حتى الكلب الأبيض المرعوب الذي لا ينبح الذي منَحتْه اسم"ضباب" 안개، نفق مع انخفاض الحرارة. كان كل عنصر أبيضيمر على حياتها، يرسو لوهلة ثم لا يكاد يلبث فيختفي إلى العدم، مآله الزوالوالاختفاء.

هكذا وجدتقائمة العناصر البيضاء للكاتبة هان كانغ في القسم الأول من الجزء الثاني "هي" من الكتاب، في هذاالجزء منحت أختها فرصة لتحيى بدلا منها، وَهبتْها تجاربها الخاصة فكانت هي من تجوبالمدينة، هي من حاولت أن تصادق الكلب الأبيض المربوط في فناء الجيران الذي لم يصدرصوتا ولم يعتد عليها، كانت هي من يصحبها عمُّها للصيد وتعرفت على قطيع أسماكالأنشوجة الذي اجتاز القارب في لمح البصر كألف قطعة من الفضة اندثر لمعانها الشاسعإلى العدم. تَخيَّلتها كطفلة أصابها الذعر يوم رأت عظامها البيضاء على صورة أشعةالهيكل العظمي. أرادت الكاتبة أن تربط الأبيض الذي لا يدوم بأختها التي لفظتأنفاسها بعد ساعتين فقط من ولادتها المبكرة.

 

مثل العناصرالبيضاء الكاتبة تختفي وتمنح حياتها لأختها لتعيش داخل عالم من الأبيض "لو لم تتوقَفٍ عن التنفس، لكنت ضمنت كلهذه الحياة بدلا مني"، ذاك اللون مصيره الزوال لكنه نقي وخال منالشوائب، تقفز أختها من تجربة إلى أخرى، من سحابة تتبعها سحابة دون أن تنس أبدا أنمصيرها الزوال، أن الموت كان يرفرف بجناحيه خلف ذلك الوجه الأبيض ككعك الأرز فتتعلمعملية حب الحياة رغم طولها وتعقيدها، رغم ضعفها وقوتها. تَنسُج الروائية هان كانغلها تجاربها البيضاء والرمادية، فتارة أختها تخوض حياة لامعة كالفضة ببرائتهاوتارة تسودها أحزان وآلام تخصها و تلقي بها هي أيضا بين أحضان العزاء والرثاء فهيشخص كأي روح أو كتابة سوداء على ورقة بيضاء، يبكي لحظة ثم لحظة أخرى تجده يجلسبثبات كأنه لم يخض ذرة حزن، "كمالو أنه لم يأت وقت أبدًا، كانت فيه الراحة تكمن فقط في استحالة استمرار أي شيئ إلىالأبد"، فيوجد طبعا نوع من الراحة والخضوع عند السماح لنفسك بعدمالتمسك، التخلي عن الأشياء والذكريات و الاستمرار في الحياة دون اعتراض.

 

لاحظت أن هناكنقطة في الجزء الثاني من الكتاب، نقطة تحول تفصل بين حالتين. تحدث نقطة التحول هذهفي الشطر الثاني، ففي البداية تذكر الكاتبة عناصر متجمدة، باردة مصيرها الزواللامحالة، كئيبة أحيانا كيَومِ ذهبت مع أخيها ليضعا الصندوق الذي يحوي رفاث أمِّهمافي البحر. ثم تدريجيا بعدها تصبح العناصر البيضاء أكثر بهجة وتبعث على الطمأنينةمثلا حينما ذكرت القمر وضوئه الأبيض الذي يتسلل إلى كل شبر من غرفتها وتأملاتها فيستارة الدانتيل الأبيض الذي يبعث على الطمأنينة والهدوء عندما يختلط النوم باليقظةفتسري بأحلامها يدا بيد مع ذكرياتها وترسو على سحابة دافئة من نفَسِها. ثم تزهرأشجار الماغنوليا رثاءا للطالِبَيْن و امتدادا للحياة بعد الموت, ذكرى لهما وتذكيرأنه تستطيع الحياة أن تخلُف الموت.

فبالنظر قدماإلى الأمام توجد حياة بعد موت، ربيع بعد الصقيع، ونبضات روح بعد السكون. رغماستحالة البقاء، نعيش بوجود ذلك الفراغ ونجدد رثائه، رغم أنه يسهل قوله ويصعبتحقيقه لكن يستحق الأمر المقاومة والمضي قدما.

 تتخيل الكاتبة أختها مسالمة مع فكرة الفقدانوالتخلي "لأن عند نقطة معيّنة حتماستتخلى عني"، لا شيء دائم لها، كعكة أرز على شكل قمر قادرة على إجبارنفسها أن تضحك ضحكة بيضاء رغم الألم. لفت انتباهي هذا النص  "الضحكة البيضاء ضحكة باهتة، خالية من أي فرحةٍ، يتعكر صفاؤها بسهولة ويفسدمزاج صاحبها بسرعة" حتى الحركات التي تنسب للبياض تتسم بالزوال لكنعندما تضحك ضحكة بيضاء في تلك اللحظة "أنت شخصا تمكن من إجبار نفسه على الضحك بينما يعاني في صمت من صراعداخلي".

 

وجدت الروائيةهان كانغ إجابتها في الجزء الأخير"كل البياض"، فقالت الروائية: "عندما نظرت بعَيْنَيك، رأيت بشكل مختلف. عندما مشيت بجسمك، مشيتبصورة مختلفة" حاولت أن تلصق روح أختها مع حياتها، أن تجد لكلتاهماخصوصيات وتجارب، أن تتقن دورين كل في عالمين: عالم أبيض نقي وآخر قاس وموحش، لكنذلك كان مستحيلا كاستحالة دوام الأبيض.

 فخاضت عوض ذلك جميع الاحتمالات الممكنة، ماذا لوكانوا من سكان المدينة وليس الريف، ماذا لو أتَت سيارة الإسعاف وأنقذت أختها، ماذالو كَبُرَت الرضيعة لتصبح لديها "وُنِّي" ترعاها وتتقاسما حياتين بدلامن واحدة، تعيرها ثوبها وتعينها في وظائفها المنزلية ..ماذا..لو..

 لكن شائت الأقدار أن يصبح ثوب "وُنِّي" كفنا وبات قماطهاالأبيض تابوتا.

فجأة، نرى أنالروائية هان كانغ تعود بنا إلى حاضرها في موقفين، تحديقها في طفلها عند نومه وبحضورها لمراسم

 ماقبل زواج أخيها، "نونا" 누나 ربما هي لم تكن محظوظة بالقدر الكاف لتكونأختا صغرى ل"وُنِّي" لكن التحسر الذي عاشته لم يمنعها من تأدية دورهاك"نونا" لأخيها الصغير.

 

"لا تموتي عيشي" أرادت للأبيض أن لا يكونرمزا للزوال فقط لكن أن يكون أيضًا لونا يشبهها، لوناً بدورين، حياةً بروحين،"داخل ذلك الأبيض، داخل كل تلك الأشياء البيضاء، سأتنفس آخر نفس زًفرتِهأنتِ"، فوقع الاختيار على اللون الأبيض لمرونة ارتباطه بالتجديد والزوال،بالحياة والموت في آن واحد. في روحها يكمن حُب الحياة وبُأس العزاء مثل اللونالأَبيض.

User's Reviews 리뷰

There are no reviews.

More Content Like This